فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ ابن كثير {شركاى} مقصورًا مضافًا إلى الياء {زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ} أي نادوهم للإغاثة، وفيه بيان بكمال اعتنائهم بإغاثتهم على طريق الشفاعة إذ معلوم أن لا طريق إلى المدافعة {فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ} فلم يغيثوهم إذ لا إمكان لذلك؛ قيل وفي إيراده مع ظهوره تهكم بهم وإيذان بأنهم في الحماقة بحيث لا يفهمونه إلا بالتصريح به.
{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم} أي بين الداعين والمدعوين {مَّوْبِقًا} اسم مكان من وبق وبوقا كوثب وثوبًا أو وبق وبقا كفرح فرحًا إذا هلك أي مهلكًا يشتركون فيه وهو النار، وجاء عن ابن عمر وأنس ومجاهد أنه واد في جهنم يجري بدم وصديد، وعن عكرمة أنه نهر في النار يسيل نارًا على حافتيه حيات أمثال البغال الدهم فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالاقتحام في النار منها، وتفسير الموبق بالمهلك مروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن مجاهد وغيرهما، وعن الحسن تفسيره بالعداوة فهو مصدر أطلق على سبب الهلاك وهو العداوة كما أطلق التلف على البغض المؤدي إليه في قول عمر رضي الله تعالى عنه: لا يكن حبك كلفًا ولا بغضك تلفًا.
وعن الربيع بن أنس تفسيره بالمحبس، ومعنى كون الموبق على سائر تفاسيره بينهم شموله لهم وكونهم مشتركين فيه كما يقال جعلت المال بين زيد وعمرو فكأنه ضمن {جَعَلْنَا} معنى قسمنا وحينئذٍ لا يمكن إدخال عيسى، وعزير، والملائكة عليهم السلام ونحوهم في الشركاء على القول الثاني.
وقال بعضهم: معنى كون الموبق أي المهلك أو المحبس بينهم أنه حاجز واقع في البين، وجعل ذلك بينهم حسمًا لأطماع الكفرة في أن يصل إليهم ممن دعوه للشفاعة.
وجاء عن بعض من فسره بالوادي أنه يفرق الله تعالى به بين أهل الهدى وأهل الضلالة، وعلى هذا لا مانع من شمول المعنى الثاني للشركاء لأولئك الأجلة.
وقال الثعالبي في فقه اللغة: الموبق بمعنى البرزخ البعيد على أن وبق بمعنى هلك أيضًا أي جعلنا بينهم أمدًا بعيدًا يهلك فيه الأشواط لفرط بعده، وعليه أيضًا يجوز الشمول المذكور لأن أولئك الكرام عليهم السلام في أعلى الجنان وهؤلاء اللئام في قعر النيران، ولا يخفى على من له أدنى تأمل الحال فيما إذا أريد بالموبق العداوة.
و{بَيْنَهُمْ} على جميع ما ذكر طرف وهو مفعول ثان لجعل إن جعل بمعنى صير و{مَّوْبِقًا} مفعوله الأول، وإن جعل بمعنى خلق كان الظرف متعلقًا به أو بمحذوف وقع صفة لمفعوله قدم عليه لرعاية الفواصل فتحول حالًا.
وقال الفراء والسيرافي: البين هنا بمعنى الوصل فإنه يكون بمعناه كما يكون بمعنى الفراق وهو مفعول أول لجعلنا و{مَّوْبِقًا} بمعنى هلاكًا مفعوله الثاني، والمعنى جعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكًا يوم القيامة. اهـ.

.قال القاسمي:

{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
استئناف مسوق لبيان عدم استحقاق إبليس وذريته، للاتخاذ المذكور في أنفسهم، بعد بيان الصوارف عن ذلك، من خباثة المحتد والفسق والعداوة. أي: ما أحضرت إبليس وذريته خلق السماوات والأرض، حين خلقتهما: {وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} أي: وما أشهدت بعضهم أيضًا خلق بعض منهم. ونفي الإشهاد كناية عن نفي الاعتضاد بهم والاستعانة على خلق ما ذكر- أبلغ. إذ من لم يشهد فأنَّى يستعان به؟ فأنى يصح جعله شريكًا؟ ولذلك قال سبحانه: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} أي: وما كنت متخذهم أعوانًا لخلق ما ذكر، بل تفردت بخلق جميع ذلك بغير معين ولا ظهير أي: وإذا لم يكونوا عضدًا في الخلق، فما لكم تتخذونهم شركاء في العبادة؟ واستحقاقُ العبادة من توابع الخالقية. والاشتراك فيه يستلزم الاشتراك فيها. والخالقية منفية عن غيره تعالى، فينتفي لازمها وهو استحقاق عبادة ذلك الغير، وهم المضلون، فلا يكونون أربابًا. إنما وضع المضلين موضع الضمير، ذمًا لهم وتسجيلًا عليهم بالإضلال، وتأكيدًا لما سبق من إنكار اتخاذهم أولياء. ونحو هذه الآية قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} [سبأ: 22- 23].
{وَيَوْمَ يَقُولُ} أي: الحق تعالى: {نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ} أي: في دار الدنيا، أنهم شركاء لينقذوكم مما أنتم فيه. يقال لهم ذلك على رؤوس الأشهاد تقريعًا وتوبيخًا لهم: {فَدَعَوْهُمْ} أي: فنادوهم للإعانة، لبقاء اعتقاد شركهم: {فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} أي: فلم يعينوهم، لعجزهم عن الجواب، فضلًا عن الإعانة. وفي إيراده، مع ظهوره، تهكم بهم وإيذان بأنهم في الحماقة بحيث لا يفهمونه إلا بالتصريح به: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ} أي: بين الكفار وآلهتهم: {مَوْبِقًا} أي: مهلكًا يشتركون فيه، وهو النار. أو عداوة هي في الشدة نفس الهلاك. كقول عمر رضي الله عنه: «لا يكن حبك كلفًا، ولا بغضك تلفًا»، ويؤيد هذا قوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: 81- 82]، قال ابن كثير: وأما إنْ جعل الضمير في قوله: {بَيْنَهُمْ} عائدا إلى المؤمنين والكافرين كما قال عبد الله بن عَمْرو: إنه يفرق بين أهل الهدى والضلالة به فهو كقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ} [الروم: 14]، وقال: {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم: 43]، وقال تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} [يّس: 59]، وقال تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ} إلى قوله: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [يونس: 28- 30]. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}.
تتنزل هذه الجملة منزلة التعليل للجملتين اللتين قبلها وهما {أفتتخذونه وذريته} إلى قوله: {بدلًا} [الكهف: 50]، فإنهم لما لم يشهدوا خلق السماوات والأرض لم يكونوا شركاء لله في الخلق بطريق الأولى فلم يكونوا أحقاء بأن يعبدوا.
وهذا احتجاج على المشركين بما يعترفون به فإنهم يعترفون بأن الله هو المتفرد بخلق السماوات والأرض وخلق الموجودات.
والإشهاد: جعل الغير شاهدًا، أي حاضرًا، وهو هنا كناية عن إحضار خاص، وهو إحضار المشاركة في العمل أو الإعانة عليه.
ونفي هذا الشهود يستلزم نفي المشاركة في الخلق والإلهية بالفحوى أي، بالأولى، فإن خلق السماوات كان قبل وجود إبليس وذريته، فهو استدلال على انتفاء إلهيتهم بسبق العدم على وجودهم.
وكل ما جاز عليه العدم استحال عليه القِدم، والقدم من لوازم الإلهية.
وضمائر الغيبة في قوله: {أشهدتهم} وقوله: {أنفسهم} عائدة إلى المتحدث عنه، أي إبليس وذريته كما عاد إليهم الضمير في قوله: {وهم لكم عدوّ}.
ومعنى {أنفسهم}، أنفس بعضهم بقرينة استحالة مشاهدة المخلوق خلق نفسه، فإطلاق الأنفس هنا نظير إطلاقه في قوله تعالى: {فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم} [النور: 61] وفي قوله: {ولا تخرجون أنفسكم من دياركم} [البقرة: 84]، أي أنفس بعضكم.
فعلى هذا الوجه تتناسق الضمائر ويتقوم المعنى المقصود.
واعلم أن الله تعالى خلق السماوات والأرض قبل أن يخلق لهما سكانهما كما دل عليه قوله: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها} [فصّلت: 9 12].
وكان أهل الجاهلية يعتقدون في الأرض جنّا متصرفين فكانوا إذا نزلوا واديًا مخوفًا قالوا: أعوذ بعزيز هذا الوادي، ليكونوا في أمن من ضره.
وقرأ أبو جعفر {ما أشهدناهم} بنون العظمة، وقرأ: {وما كنتَ} بفتح التاء على الخطاب، والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم وهو خبر مستعمل في النهي.
والمراد ب {المضلّين} الشياطين، لأنهم أضلوا الناس بإلقاء خواطر الضلالة والفساد في النفوس، كما قال تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام: 121].
وجملة {وما كنت متخذ المضلين عضدًا} تذييل لجملة {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض}.
والعدول عن الإضمار بأن يقال: وما كنت متخذهم إلى {المضلين} لإفادة الذم، ولأن التذييل ينبغي أن يكون كلامًا مستقلًا.
والعضد بفتح العين وضم الضاد المعجمة في الأفصح، وبالفتح وسكون الضاد في لغة تميم.
وفيه لغات أخرى أضعف.
ونسب ابن عطية أن أبا عمرو قرأه بضم العين وضم الضاد على أنها لغة في عَضد وهي رواية هارون عن أبي عمرو وليست مشهورة.
وهو: العظم الذي بين المرفق والكتف، وهو يطلق مجازًا على المعين على العمل، يقال: فلان عَضدي واعتضدت به.
والمعنى: لا يليق بالكمال الإلهي أن أتخذ أهل الإضلال أعوانًا فأشركهم في تصرفي في الإنشاء، فإن الله مفيض الهداية وواهب الدراية فكيف يكون أعوانه مصَادر الضلالة، أي لا يعين المُعين إلا على عمل أمثاله، ولا يكون إلا قرينًا لأشكاله.
{وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ}.
عطف على جملة {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} [الكهف: 50] فيقدر: واذكر يوم يقول نادوا شركائي، أو على جملة {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض} [الكهف: 51]، فالتقدير: ولا أشهدت شركاءهم جميعًا ولا تنفعهم شركاؤهم يوم الحشر، فهو انتقال من إبطال معبودية الشيطان والجن إلى إبطال إلهية جميع الآلهة التي عبدها دهماء المشركين مع بيان ما يعتريهم من الخيبة واليأس يومئذٍ.
وقد سلك في إبطال إلهيتها طريق المذهب الكلامي وهو الاستدلال على انتفاء الماهية بانتفاء لوازمها، فإنه إذا انتفى نفعها للذين يعبدونها استلزم ذلك انتفاء إلهيتها، وحصل بذلك تشخيص خيبتهم ويأسهم من النجاة.
وقرأة الجمهور {يقول} بياء الغيبة وضمير الغائب عائد إلى الله تعالى لدلالة المقام عليه، وقرأ حمزة {نقول} بنون العظمة.
واليوم الذي يقع فيه هذا القول هو يوم الحشر.
والمعنى: يقول للمشركين، كما دل عليه قوله: {الذين زعمتم}، أي زعمتموهم شركائي.
وقدم وصفهم بوصف الشركاء قبل فعل الزعم تهكمًا بالمخاطبين وتوبيخًا لهم، ثم أردف بما يدل على كذبهم فيما ادعوا بفعل الزعم الدال على اعتقاد باطل.
والنداء: طلب الإقبال للنصرة والشفاعة.
والاستجابة: الكلام الدال على سماع النداء والأخذُ في الإقبال على المنادي بنحو قول: لبيكم.
وأمره إياهم بمناداة شركائهم مستعمل في معناه مع إرادة لازمه وهو إظهار باطلهم بقرينة فعل الزعم.
ولذلك لم يسعهم إلا أن ينادوهم حيث قال: {فدعوهم} لطمعهم، فإذا نادوهم تبين لهم خيبة طمعهم.
ولذلك عطف فعل الدعاء بالفاء الدالة على التعقيب.
وأتي به في صيغة المضي للدلالة على تعجيل وقوعه حينئذٍ حتى كأنه قد انقضى.
والموبق: مكان الوُبوق، أي الهلاككِ.
يقال: وبَق مثل وَعَد ووجل وورِث.
والموبق هنا أريد به جهنم، أي حين دعوا أصنامهم بأسمائهم كوَّن الله فيما بين مكانهم ومكان أصنامهم فَوهات جهنم، ويجوز أن تكون جملة {وجعلنا بينهم موبقًا} جملة حال أي وقد جعلنا بينهم موبقًا تمهيدًا لما بعده من قوله: {ورأى المجرمون النار} [الكهف: 53]. اهـ.

.قال الشنقيطي:

{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}.
التحقيق في معنى هذه الآية الكريمة- أن الله يقول: ما اشهدت إبلي وجنوده؛ أي ما أحضرتم خلق السموات والأرض، فأستعين لهم على خلقها ولا خلق أنفسهم، أي ولا أشهدتهم خلق أنفسهم، أي ما أشهدت بعضهم خلق بعضهم فأستعين به على خلقه، بل تفردت لخلق جميع ذلك بغير معين ولا ظهير! فكيف تصرقوه لهم حقي وتتخذونهم أولياء من دوني وأنا خالق كل شيء!؟
وهذا المعنى الذي أشارت له الآية من أن الخالق هو المعبود وحده- جاء مبينًا في آيات كثيرة، وقد قدمنا كثيرًا منها في مواضع متعددة، كقوله: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} [النحل: 17]، وقوله: {أَمْ جَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الخلق عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الواحد القهار} [الرعد: 16]، وقوله: {هذا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الذين مِن دُونِهِ بَلِ الظالمون فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} [لقمان: 11]، وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الذين تَدْعُونَ مِن دُونِ الله أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرض أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السماوات} [فاطر: 40] الآية، وقوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرض أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السماوات} [الأحقاف: 4] الآية، إلى غير ذلك من الآيات كما قدمناه مرارًا. وقال بعض العلماء {وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ} أي: ما أشهدتهم خلق أنفسهم؛ بل خلقتهم على ما أرادت وكيف شئت.